الذكاء الوجداني" مهارة يمكن للأطفال تعلمها إذا تلقوا التشجيع الكافي والتعليم المثابر للتفريق بين الطرق السليمة والطرق الخاطئة في التعبير عن مشاعرهم.
هذه مهارات يمكن تعلمها مثل ركوب العجل، أو العوم، أو غيرها. نعم يمكن للأطفال أن يتعلموا كيف يتحكمون في مشاعرهم بحيث لا يحكم عليهم أن يعيشوا حياة مستمرة من التعبيرات الغير ناضجة عن المشاعر.
كوالدة عودي بذهنك إلى طفولتكِ أنتِ شخصياً وأجيبي عن السؤال التالي: كم من تشجيع وتدريب تلقيتيه خلال سنوات نموك الأولى لكي تتعلمي كيف تتعاملي مع مشاعركِ؟ أغلب المعرضون للاكتئاب لم يتلقوا تلك المهارات الخاصة بالتعامل مع المشاعر في السنوات الثمانية عشر الأولى من حياتهم.
فيما يلي بعض من تلك المهارات التي ينبغي أن يتعلمها الطفل:
• التعامل بثقة مع رفض الآخرين. (كيفية التعامل مع رفض الأصدقاء اللعب معه – عدم الاستسلام للشعور بالفشل في لعبة والبحث عن لعبة أو هواية أخرى ـ الخ )
• كيف ومتى يغفر للآخرين عدم حساسيتهم معه.
• التعبير باحترام وأدب عن مشاعره السلبية وإحباطه من "الكبار".
• تعلم الاحترام (لا الخوف ولا الاستهانة).
• قبول الفشل بدون شعور مبالغ فيه بالذنب (التعامل مع الفشل الدراسي بصورة صحية بدون تهاون أو الشعور بذنب شديد).
• عمل حدوداً في العلاقات مع الأصدقاء دون جمود، أو برود، أو رفض للآخرين.
• تكوين علاقة مع الجنس الآخر تتسم بالجدية، والتواصل، والمحبة، واحترام الحدود.
• كيف يصبح الهدوء الواثق بالنفس، والسلام الداخلي، صفة أساسية في شخصيتة.
• كيفية التغلب على فخاخ الكبرياء.
• التوازن بين الرغبة في الحصول على رضى الأقران والحق في الاستقلالية والفرادة.
• التعامل مع أحاسيس صغر النفس، وعدم الأمان. (فهى مشاعر طبيعية في الطفولة).
• التواصل، والكلام بصورة سليمة ( نبرة الصوت ـ عدم البكاء بدون سبب ـ عدم الزن ـ عدم مقاطعة الآخرين ـ عدم التدخل في الحديث).
غالباً لا يسمح الكبار للأطفال بالصراع مع أفكارهم، ومشاعرهم، وبالتالي عدم التدرب على التحكم فيها لأنهم يقدمون للطفل الوصايا، والنصائح الجاهزة، حتى يعتاد عليها ويدمنّها.
هذا يؤدى إلى أن يفقد الطفل الرغبة في تكوين آراء خاصة به. وخطورة هذا أنه يؤثر سلبياً على إحساسه الداخلي بالكفاءة الذاتية وقد يقوده عندما يكبر إلى الاكتئاب أو سرعة الإحساس باليأس وبالإحباط.