سأتكلم
عن راحة وإجازة أخرى أصبحنا نعيشها بكل تفاصيلها ، وأصبح الجميع يلتجأ إليها إنها " إجازة الضمير " وان قمنا بتفسير وشرح مصطلح الإجازة نجد أن معناها هو الخروج لفترة من الراحة والكف عن العمل اليومي ، فالعامل مثلا والموظف كذلك والرئيس والمدير يمكن تعيين إجازته مسبقا بالتنسيق مع صاحب العمل ، فهذا أمر اعتيادي لجميعنا ،فمتى إذا نأخذ إجازة الضمير هذه ....
عندما تسمي الأمور بمسمياتها الصحيحة وترهن نفسك لإشارة الحق وتكون مجندا لدحر الظلم وفارسا من فرسان الخير ، لتلفحك نسمة من نسمات الطمع المارة دائما من حولك لكنك تستقبلها هذه المرة وتدعها تدخل وتعشش في داخل جسدك بمجرد رؤيتك لذلك المنصب الرفيع فتتخلى عن الحق والخير والصلاح بكل ما فيه لتجلس على ذلك الكرسي اللعين والذي سيأتي يوما لينكسر احد أقوامه فتخر صريعا على الأرض لتتذكر تلك الإشارة التي كنت قد رهنت نفسك لها
........ عندها يكون الضمير في إجازة ........
عندما تزرع تلك البذرة الصغيرة اليانعة فحافظ عليها وتحميها لتصبح نبتة فشجرة وافرة الظل متماسكة الأطراف كثيرة الثمار ، فيأكل منها كل من يمر بجانبها فتأتي حضرتك وتقوم باقتلاعها من جذورها وحجتك أنها كبرت فلم تعد تصلح ...... والأصح انك لا تريد أحدا أن يستفيد من ظلها ، ولا أن يأكل من ثمرها ..
.......... ساعتها يكون الضمير في إجازة .........
عندما تعطي وتقدم أفضل ما عندك وتهب كل ما بوسعك من أعمال كاملة ونافعة ، فيكون العمل جميلا يعجب كل من يراه وبكلمة واحدة من احدهم كان قد أدلى بها وهي سلبية طبعا يتهدم ويسقط كل ما بنيته من جهد وتعب
........... لحظتها يكون الضمير في إجازة .......
عندما يراك عمك وجارك وصديقك وحتى أخاك ساقطا في بئر ما له قاع فتستنجد وتستصرخ وتترجى ولا احد يفكر أن يساعدك ...
........ عندها يكون الضمير في إجازة .......
عندما تكون على خطأ من أمرك أن كان رأيا أو فعلا أو فكرا ، فيساندك الآخرون ويناصرونك ويمشون معك فعند أول سقوط لك يتركونك ليهربوا بعيدا عنك ........
........ عندها يكون الضمير في إجازة .......
عندما تنسى لغتك وثقافتك ودينك وحضارتك وقوميتك .....فقط لكي ترضي الأخر وتكون عند حسن ظنه .....
....... عندها يكون الضمير في إجازة .....
عندما يكبر الخطب وتتعاظم المصيبة وتصبح في محل كان ، فتلجأ إلى أناس وأغراب تترجى بهم ليساعدوك وينقضوك وتنسى أن هنالك رب هو الملجأ الأول وهو الملجأ الأخير ....
...... عندها يكون الضمير في إجازة ......
عندما تأكل وغيرك جوعان ، عندما تفرح وغيرك حزنان ، عندما تلبس وغيرك عريان ، عندما تستدفئ وغيرك بردان ......... عندها حتما وقطعا وطبعا يكون الضمير في إجازة ........
فلعل وعسى أن تقطع إجازتك لتعود وبسرعة قصوى إلى طبيعتك والى ضميرك الصحيح والفطري ، وإننا لنظن أن لعل وعسى هذه وكما يبدو ستنتظر طويلا جدا ، أطول مما نتخيل .....؟؟!!!