قالت لي من أين أنت...فأجبتها إني عربي...
فابتسمت بسخرية...فقلت لها مما تسخرين...
فقالت بأي أرض أنتم موجودين...
ألم تعلم بوفاة صلاح الدين....
لم يعد من العرب إلا ذيول حاكمة...
بحضن الخيانة نائمة...
وسماء الذل فوقهم غائمة...
وسوف تمطر ندم على دم نزفها بأجسادهم دائمة...
ألم تتعب من عروبتك...
أنا يا صديقي عندما اذكر أني عربية تخرج أصابعي من يدي...
ونهودي تهجر صدري...
وكأني أقول أني خائنة...خائنة...
ألا تخجل عندما تقول انك عربي...
والعروبة أصبحت واقفة عند أطراف السماء...
ولم نعد نميز العرب إلا من ثيابهم وعمامتهم السوداء والبيضاء...
ولم نعد نرى الرجولة فيهم إلا على النساء...
حتى أصبحوا يهرعون من لغتهم الهجاء....
وهاهو كفن العرب على أكتاف العار قد جاء...
غدا سيأتي الأجنبي ويغتصبني..
والعربي ينظر لي من بعيد وينتظر أن ينتهي لكي يغتصبني...
على كتف من أتكئ..
على كتف أخي الذي هاجر...
أم كتف والدي الذي انتحر
أم كتف زوجي الذي اعتقل...غاية عند الأجنبي لكي يستغلني...
أم على كتف ابني...الذي يخجل أن يخرج من بطني...
غدا سنصبح في وطني...ككلاب شاردة وراء الأجنبي...
فقط لأن العربي خان وطني...
فهل أنت الآن عربي؟
فدمعت عيني..وكأنها تطعنني...
وكأني في روح الشمس وهي تحرقني...
ماذا أقول..وكلامها بات يغضبني...وموت العرب يحزنني...
وبماذا أدافع..وهل موتهم يدافع بدل عني..
فقلت لها ..لا شأن لي... فلن أخسر عروبتي..لو زحف جلدي مني...
ولن أخسر إيماني...ولن أتخلى عن مبادئي...فقضيتي دفاعي عن وطني...
فقالت لي ...يا صديقي..احميني...
احميني من مستقبل أشجاره وحوش تريد أن تلتهمني...
ولا أحدا سواك عربي...
ولهذا اللحظة لم يخونني...ويبيعني للغربا..
احميني من مستقبل ,,أحلم أن أرى فيه الذهب...
واحلم بأن أرضي مثمرة ومنها أأكل ومن نبعها أن أشرب...
ومن أيام ماتت فيها العرب..
والضمير والنخوة أعلنوا الهرب...
يا صديقي احميني إن كنت واثق أنك لن تخونني..مثلما عملوا العرب