ماذا بعد..
ماذا بعد الرعد..
هل سيسقط المطر...
ام أننا سنموت من البرد...
دمشق تحتضر وهي أرض الأرض...
واليوم دمار وغدا هدنة وبعد غد تتجمع الأشلاء..
كما تجتمع العشاق...
..........
الشرفاء لا ترى دمشق بالعيون .. بل تراها بالصدور كالهواء...
اليوم تستيقظ دمشق على أصوات البكاء...
والياسمين تطلب الرجاء...
دمشق خلعت جلدها.. وتحممت بعطر الدماء...
وصرخت يا مسيح اطلب لي محمد ربما يطلب لي الدعاء...
فإن ترابي يحرقها نار يسقط من السماء...
................
دمشق تلبس ثوب الأسود وتغني...
أبنائي لا تحزنوا بحزني..
فهنا مسقط الدمع ....
وهنا الحاجب ....
وهنا رأيت المستقبل بعيني..
فهنا هنا..
وهنا انا..
وهنا المنى..
وهنا لنا ..
وهنا ضنا المجد يربى منا...
سينتقم جذر الياسمين منهم عندما يتفتح على اشراق شمسي وغناء بستاني...
حين يهب الريح من روح الله وينعشني...
ويرمي التاريخ بحضني..
.................
ماذا بعد...
وهما يضعون علينا الحد..
وأنت تصبرين..
مجروحة.. مقهورة...
وتقولين الصبر سوف ينتهي العد...
ليت أخي يقتلني ورأيته بعيني..
ولم أرى أشخاص يخنقوك.. ويقتلوك..
ويغتسلون بدمائك يا دمشق..
ولا رأيتهم يتراقصون على جرحك وانت تصرخين مستنجدة من الوجع...
دمشق يا مهجة الحزن على شفاه الياسمين حين تموتوا
مغدورة
مذبوحة...
مدفونة في أحضاني..
ابتسمي كي أبتسم في وجوه تقتلني....
ربما ماتت من قهرها من عزتي فيك وهي تعاني...
..............
ماذا بعد...
ودائما نتحفظ بحق الرد...
أصبح الموت يعانقني... وبعد العناق تأتي الحياة...
دمشق حبك يغرقني... فهل تبعدون عني سفن النجاة...
الحضارة تقف هنا والتاريخ يسبقني... ليقول لي أنت تعيش بزمن الطغاة...
فحرر نفسك ولا تدع أحدا يحرقني...فدمشق زهرتي وها انا أحمل العار للرعاة...
فاكتب ومزق الأوراق ولحقني... فلا أريد أن تسحب ذيول المأساة...
أنا التاريخ منذ صغري دمشق تروقني... وشهدت أنها أم تتحمل الدهاة...
فلا تقلق فبغيظ عنها لن يفرقني.. فإنها جنة الحب للمحب...وللأعداء حصاة...
فخراَ دمشق بما كان يقلقني... فأنت العزة وفيك أصول الذات...