الموت ببعد بيروت....

وأنا في بيروت بقمة مطلة على البحر....
سئمت من الدنيا فقررت أن أموت وتهيأت لأنتحر...
فمسكت معصمي وسمعت صوت يهمس انتظر...
فلتفت وكأني حييت وخرجت من تابوت رباه ما هذا السحر...
أهو جمال ياقوت أما هو جمال النظر....
فابتسمت وقالت أنت في بيروت وتريد الموت كل هذا من أجل قصيدة شعر...
ألم تفكر...
ماذا يوجد في بيروت وماذا يوجد في البحر...
أتريد أن يؤكلك الحوت وأنا بالقمة أنظر....
ألا تعلم أني كحبات التوت ...لا تعيش دون شجر...
ألم تخبرني يومأ أنني موجودة بكتاباتك بكل سطر...
أم نسيت أن العطر من الزهر...
فإن ذهبت للموت ممن أنا أثئر...
فدمعت عيني وبدأت كلماتها بوجداني تؤثر...
كيف لا أنتحر...
وها هي بيروت لا تريد أحدا يكتب لها شعر...
إنها أسطورة جمال تنطق جمالها من النظر...
وأنت يا سيدتي تحتلين كلماتي...وهل تحتاج السماء لأن يصف لها جمال القمر...
مطر ...مطر إني كحبات المطر...
تقلب عليه القدر...
كنت في السماء بالعلا فوقعت بغزارة.. بقوة.. بشدة لأنتهي بين الصخر...
أحس بأني مجرد جسر...
عليت كي يمشون فوقي البشر...
هنا في بيروت عرفت النساء نساء...
وعرفت إنهن غريبة عربية ومنهن تعلمت الغرور...
هنا في بيروت علمت معنى الإنسان الحر..
ولكنك منعتني حريتي للمرة الأولى وهي أن أنتحر...
هنا في بيروت وجدت دمشق...وعمان ..وعراق ..ومصر...
لأني أحبك يا حلوتي للمرة الأولى أتراجع عما أقر...
ولأني أحبك أصبحت أبجدية الشعر...
هنا في بيروت تتغير الملامح ..
تتغير الطباع ويصبح الظالم مسامح..
حتى أنها تصبح وطن النازح...
هنا في بيروت قررت أن أعيش لأنك أنت فيها يا ثمر الشجر..
فعذريني يا حبيبتي إن لم أفكر بشيء إلا بأن أنتحر...
فخوفي كان أن يكون ميعادنا شيء من المنتظر...
وعالم العشق لا تأبه للانتظار فالانتحار هو أفضل مفر...
أعذريني فقررت بجنون عشقك أنتحر...