النبك (جيل قتل النبك)...

تحت سماء سوريا بقعة سوداء...
تعلق على بابها اسم مدينة النبك...
كل رجل فيها يظن أنه زير النساء...
وعند الحق يرتبك..
المظاهر عندهم كظهور السماء..
فهل احد يعلم ما وراء السماء يدرك...
يظن الخيانة من الذكاء..
ويتباهى بعدد النساء وكأنه رابح معارك..
وكأن مفهوم المرأة عندهم كالنجمة...
يتسابقون لمن يصل لها أولا..
ولمن يتصور جنبها..ولمن يهددها...ولمن يبكيها...
كل هذا خلف ستارة الحب...
فهل تقتل مستقبل فتاة لكي تقول لها أحبك..
أم انك تحسد الله على قدرته وتريدها أن تعبدك...
وأي حب..
لقد غيروا نظرة الحب بتماثيل الكذب...
فكيف حب بالإكراه..وكم يسبب من الجراح..يجرحها ويجرح من يكون من نصيبها...
والنساء كالورود الحمراء...عروقها أشواك..
تبهرك تجبرك على قربها ..ولأول شخص يريدها زوجة تنساك...
فغرورهن أصبح بمن تحب الرجل
الأجمل..فكسرت قاعدة الغرور...
كمصيدة لاصطياد العصفور...
وكأن الإناث أصبحت ذكور..
لا فرق بينهم كلهم ذات الشعور...
لا حب فيهم ولا إحساس وكأنهم من هواة صيد سمك..
فالحب بتعبيرهم ضعف فيخجل كل عاشق وكأنه جناح مكسور
فكيف حضارة بقوم جهلاء..
إن كان كل شيء غريب كل شيء عجيب حتى لو حدثت قصة حب فكيف لو أصبح منهم ملك...
أو فيلسوف أو مطرب..أو شاعر للنساء..
بسخرية بانتقاد بغيرة..يستغربون أنه من النبك...
والطيب بينهم سيبقى كسجادة ولا أمل له أن يصبح من الأغنياء..
فالغيرة بينهم تمتلك...
لا أحدا يحب الخير لأخيه هكذا سيبقون قوم نزلاء..
وكيف الحب إن كانوا في ملعب سباق..لا يهم إن احدهم يهلك...
فأين أجدادنا..وآبائنا..الذين كانوا قمة الكرم والأخلاق..هل صنعوا الصباح ونسوا رسم المساء...
فإن كان ذلك..الرثاء لمدينة النبك....